أطفال المخيمات……ماذا بعد هروب الأسد ؟؟

بقلم : ريم محمد عبيد
تضم سوريا عددًا كبيرًا من المخيمات، خصوصًا في الشمال السوري، حيث يعيش النازحون في ظروف صعبة بسبب الحرب والنزوح المستمر. وفيما يلي نذكر بعض المخيمات الرئيسية:
- المخيمات في شمال غرب سوريا (إدلب وريف حلب)
مخيم أطمة: أكبر مخيم في الشمال السوري، يقع على الحدود مع تركيا، يضم مئات الآلاف من النازحين.
ــ مخيم قاح:هو من أقدم المخيمات في المنطقة، ويعاني من أوضاع إنسانية صعبة.
مخيم كفر جالس: يقع قرب إدلب، وهو من المخيمات العشوائية لايحتوي على مقومات الحياة
مخيم دير حسان: من أكبر التجمعات في الشمال، يضم آلاف العائلات النازحة.
مخيم سرمدا: يقع بالقرب من معبر باب الهوى، وهو من المخيمات التي تشهد تدفقاً مستمراً للاجئين
مخيم إعزاز: يقع في ريف حلب الشمالي، ويضم عددًا كبيرًا من النازحين. - المخيمات في شمال شرق سوريا (الحسكة والرقة ودير الزور)
مخيم الهول: من أشهر المخيمات في سوريا، يضم آلاف النازحين، بالإضافة لعائلات مقاتلي تنظيم داعش.
مخيم روج: يضم عائلات أجنبية مرتبطة بتنظيم داعش، وتمتلك إدارته قوات سوريا الديمقراطية.
مخيم عين عيسى: يقع في ريف الرقة، ويضم نازحين من مناطق مختلفة
مخيم المبروكة: يقع في ريف الحسكة، وهو غير آمن بسبب تكرار النزاعات - المخيمات الجنوب السوري
مخيم الركبان: يقع على الحدود السورية الأردنية، ويعاني سكانه من حصار خانق ونقص في المساعدات الإنسانية.
مخيم الحدلات: يقع في البادية السورية قرب الحدود الأردنية.

أهمية هذه المخيمات
مخيم أطمة والهول والركبان تعتبر من أبرز المخيمات نظرًا لكثافة سكانها والوضع الإنساني الصعب فيها.
مخيم الهول له خصوصية بسبب وجود عائلات مقاتلي داعش، وهو يحظى بإهتمام دولي
مخيم الركبان يعاني من عزلة شديدة ونقص في المساعدات بسبب موقعه الجغرافي البعيد عن مراكز الدعم الإنساني، وفيه أعداد كبيرة من مختلف المحافظات السورية ، أما بعد تطورات المشهد السياسي ورحيل الأسد الطاغية
تشير التقارير الحديثة إلى زيادة ملحوظة في عودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم بعد التغيرات السياسية الأخيرة في البلاد. وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد حوالي 200,000 لاجئ إلى سوريا من الدول المجاورة بعد سقوط نظام بشار الأسد. بالإضافة إلى ذلك، عاد نحو 300,000 لاجئ من لبنان خلال العام الماضي نتيجة الصراعات هناك.
مع ذلك تعتبر نسبة العائدين صغيرة مقارنة بإجمالي عدد اللاجئين والنازحين السوريين، حيث يُقدَّر عددهم بأكثر من 13 مليون شخص منذ عام 2011. في شمال غرب سوريا، غادر أكثر من 71,000 شخص المخيمات خلال الشهرين الماضيين، لكن هذا العدد يُعتبر جزءًا بسيطًا من مليوني شخص يعيشون في تلك المخيمات.
تُظهر الاستطلاعات أن ما يقرب من 30% من اللاجئين السوريين يرغبون في العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. ومع ذلك، تواجه هذه العودة تحديات كبيرة، أبرزها تدمير المنازل والبنية التحتية، وغياب الخدمات وانتشار الأوبئة والأمراض،و في استبيان شمل 29,693 نازحًا،أفاد 94% منهم بأن منازلهم تعرضت لدمار كامل، وأشار 91% إلى غياب الخدمات الأساسية،بينما رأى 98% أن الألغام تشكل تهديدًا مباشرًا.
لضمان عودة آمنة وكريمة، دعت المنظمات الإنسانية إلى زيادة الجهود في إعادة الإعمار، وتفعيل الخدمات الأساسية، ورفع العقوبات الاقتصادية ،
كما أكدت على أهمية تقديم الدعم المالي والمساعدات الغذائية للعائدين، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة تسهم في استقرارهم.
يواجه الأطفال العائدون من المخيمات تحديات كبيرة بعد عودتهم إلى منازلهم المحطمة المعدومة ، حيث يجدون أنفسهم في بيئة غير مستقرة تفتقر إلى الخدمات الأساسية وفرص التعليم والرعاية الصحية.
أبرز التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال:
. صعوبة الإندماج الاجتماعي
عاش هؤلاء الأطفال لسنوات في المخيمات، مما جعلهم ينفصلون عن المجتمع السوري وعاداته وتقاليده ، كما أنهم يواجهون تهميشاً أو عنصرية في بعض الأحيان، خاصة إذا كانوا قد ولدوا في المخيمات ولم يتلقوا رعاية صحية كما لم يتم تسجيلهم في سجلات القيد للأسرة التابعين لها ، لجميعهم أو معظمهم
. الحرمان من التعليم
بعض الأطفال لم يلتحقوا بالمدارس أثناء إقامتهم في المخيمات، قلة المدارس المؤهلة ، وصعوبة الحصول على وثائق رسمية تثبت مستواهم الدراسي، الحاجة إلى تقوية ورفع مستواهم التعليمي قبل إدماجهم مع أقرانهم في فصول دراسية مناسبة ،
. الأوضاع الاقتصادية الصعبة
العديد من الأسر العائدة تجد نفسها دون مصدر دخل، مما يجبر الأطفال على العمالة التي تكاد تكون غير آمنة ، وضعف الإمداد الحكومي في بعض المناطق، ما يجعل تأمين الاحتياجات الأساسية أمرًا صعبًا.
. انعدام الأمن والاستقرار
بعض المناطق التي يعود إليها الأطفال لا تزال غير آمنة أو تعاني من تهديدات أمنية، مثل انتشار الألغام أو مخلفات الحرب في بعض المناطق مما يهدد حياتهم.
. الصدمات النفسية والتأثيرات الاجتماعية
معظم الأطفال عانوا من سنوات من النزوح والحرمان، مما أدى إلى مشاكل نفسية مثل القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

الحلول الواجبة من تكاتف الحكومة والمنظمات الإنسانية :
توفير برامج تعليمية خاصة لمساعدتهم على تعويض ما فاتهم، سواء من خلال مدارس ميدانية أو برامج تعليم عن بُعد.
دعم نفسي واجتماعي لمساعدتهم على التأقلم مع بيئتهم الجديدة والتعامل مع الصدمات التي تعرضوا لها.
تأمين فرص اقتصادية للأسر لمنع اضطرار الأطفال إلى العمل وإتاحة الفرصة لهم للعودة إلى مقاعد الدراسة.
تهيئة المجتمع المحلي لاستقبالهم دون تمييز، من خلال برامج توعوية وتدريبات تُسهّل اندماجهم.
تعزيز الأمن في المناطق للعائدين لضمان بيئة آمنة ومستقرة لهم.
إن إعادة دمج هؤلاء الأطفال بشكل صحيح في المجتمع وتعويضهم عن السنوات التي فقدوها تعد مسؤوليةً جماعيةُ تحتاج إلى جهودٍ كبيرة حكومية ودولية ومنظمات المجتمع المدني
آملين أن تعود سوريتنا الحبيبة منارةً للعلم والحضارة ، وتخريج الأطباء والعلماء والأدباء كما كانت على مر العصور ، المشهود برجاحة عقولهم ، وفصاحة ألسنتهم ، وتفتح المدارس أمام الأجيال العائدة من بلدان ومناطق النزوح ، كي يبنوا مستقبلاً مشرقاً ، وغداً أجمل وأروع وأبهى بإذن الله ….