دعم ومناصرة

إيران بين القمع والأمل: بروكسل تشهد محطة مفصلية في السادس من سبتمبر

يعيش الشرق الأوسط منذ عقود في دائرة مغلقة من الأزمات والحروب بالوكالة، نتيجة سياسات توسعية أرهقت الشعوب ودمّرت الاقتصادات. وبينما يدفع المواطن العربي والإيراني ثمن هذه السياسات، يبرز حدث محوري في السادس من سبتمبر في العاصمة البلجيكية بروكسل، ليشكل صرخة حرية لإيران ورسالة أمل للسلام الإقليمي.

إيران بين تصدير الأزمات وقمع الداخل

لقد اختار النظام الإيراني أن يحوّل ثروات شعبه إلى وقود لحروب خارجية، عبر تمويل وتسليح ميليشيات طائفية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، إضافة إلى الفصائل المسلحة في العراق. هذه الاستراتيجية لم تكن عشوائية، بل هدفت إلى أمرين:

التغطية على القمع الداخلي الوحشي الذي يواجهه الإيرانيون.

بناء جدار من الفوضى الإقليمية لعرقلة أي استقرار قد يهدد نفوذه.

النتيجة كانت واضحة: ملايين النازحين، مئات الآلاف من الضحايا، واقتصادات منهكة في دول غنية بالموارد. وبات العالم على يقين أن طهران تمثل البؤرة الأخطر للتطرف والإرهاب.

Photo 2025 08 30 21 12 25

بروكسل: منصة للأمل والتغيير

في مواجهة هذا الواقع، تبرز المظاهرة الكبرى تحت شعار “إيران حرة” في السادس من سبتمبر ببروكسل، التي تكتسب أهمية خاصة لارتباطها بالذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذا الحدث لا يقتصر على كونه تجمعاً احتجاجياً، بل يعد نقطة تحول تحمل ثلاث رسائل أساسية:

1. رسالة أمل للشعب الإيراني بأن نضاله يحظى بدعم عالمي.

2. رسالة سياسية لقادة العالم بأن السلام الإقليمي يبدأ من التغيير في إيران.

3. رسالة عملية بتبني “الحل الثالث”: لا للاسترضاء مع النظام ولا للتدخل العسكري، بل بدعم مقاومة الشعب الإيراني السلمية.

خطة مريم رجوي: خارطة طريق لإيران الغد

يتجدد في هذا اليوم الدعم لخطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط، التي تقدم تصوراً متكاملاً لإيران المستقبل:

جمهورية برلمانية ديمقراطية.

فصل الدين عن الدولة.

مساواة كاملة بين المرأة والرجل.

إلغاء عقوبة الإعدام.

احترام حقوق القوميات والأقليات.

إيران غير نووية مسالمة مع جيرانها.

هذه المبادئ لا تمثل فقط رؤية داخلية، بل تشكل ضمانة للاستقرار الإقليمي والدولي.

إن السادس من سبتمبر في بروكسل ليس يوماً عادياً، بل لحظة تاريخية يعبر فيها آلاف المتظاهرين عن صوت شعب يواجه القمع بصدور عارية وإرادة لا تلين. هذه الصرخة ليست مجرد تضامن، بل دعوة صريحة للمجتمع الدولي كي يتحرك بجدية: إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، والاعتراف بحق الإيرانيين في تقرير مصيرهم. دعم إيران حرة وديمقراطية لم يعد خياراً أخلاقياً فحسب، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق السلام والأمن العالمي

زر الذهاب إلى الأعلى