السارق المدلل

نائب رئيس التحرير: الأستاذة ديانا شعبان
في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد، وخاصةً الشباب، فهي توفر لهم العديد من الميزات التي تسهل التواصل، الترفيه، والتعلم.
ولكن في الوقت ذاته،تشكل هذه الأجهزة تحديًا كبيرًا في حياتهم الدراسيةمما يمكن أن تؤثر سلبًا على التركيز والتحصيل العلمي.
وبالرغم من أهمية الهواتف الذكية في حياة الشباب عبر استخدام التواصل الاجتماعي كوسيلة أساسية للتفاعل والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، كما تُستخدم أيضًا للتعبير عن الآراء والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، بالإضافة لكونه يحمل مصادر تعليمية متعددة، مثل التطبيقات الدراسية، مقاطع الفيديو التعليمية على يوتيوب، والمقالات الأكاديمية التي يمكن أن تسهم في توسيع دائرة المعرفة.كما يساعد في تسلية الشباب عبر الألعاب الإلكترونية، مقاطع الفيديو، والموسيقى، إلا أنها لها تأثيرات سلبية كبيرة على أداء الشباب الدراسي كتشتت انتباه الشباب أثناء الدراسة.

وهنا يمكن تشبيه الهاتف الذكي بـ “السارق المدلل” لأنه يسرق وقت الشباب ويستنزف انتباههم بشكل غير محسوس في بعض الأحيان،فإن يعمل الهاتف في هذا السياق كـ “سارق”حيث يأخذ منهم الوقت والجهد دون أن يشعرون بذلك،ويصب”مدللًا”لأنه في الكثير من الأحيان يحصل على اهتمام الدائم. مثلما يعتاد الشخص على تلبية رغبات طفل مدلل، نجد الطالب يلبي رغبات هاتفه بمجرد إشعار أو تنبيه، مما يجعله يكسر تركيزه بشكل مستمر.
فالتطبيقات والإشعارات المستمرة من الشبكات الاجتماعية،الرسائل النصية،والألعاب تشتت تركيزهم عن المهام الدراسية،أضف إلى ذلك إضاعة الوقت من الطلاب فيقضون ساعات طويلة في تصفح الإنترنت أو اللعب على الهواتف الذكية بدلاًمن الدراسة،وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تأخير إنجاز المهام الدراسية،وبالتالي انخفاض مستوى التحصيل العلمي،و الاعتماد على الهواتف للبحث السريع فبعض الطلاب يعتمدون على هواتفهم في البحث السريع(خدمة الذكاء الإصطناعي chat GPT)على الإنترنت دون التعمق في الفهم أو الدراسة الجادة للمحتوى، مما يقلل من جودة تعليمهم ويؤثر على قدرتهم على التذكر والتحليل.
لتقليل تأثير هذا “السارق المدلل”، يمكننا تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف، وضع جداول زمنية منظمة، فتنظيم الوقت يساعد بشكل جيد في تخصيص أوقات معينة لاستخدام الهواتف الذكية وأوقات أخرى مخصصة للدراسة، كما يمكن استخدام تطبيقات للحفاظ على التركيز وتقليل التشتت مثل تطبيقات منع الإشعارات،بحيث يبقى الطالب بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية تشتت انتباهه. بالإضافة الى ذلك من الضروري تخصيص بيئة خالية من الملهيات مثل الهاتف أو التلفاز،مما يساعد على زيادة الإنتاجية والتركيز.الهواتف الذكية،رغم أنها توفر العديد من الفوائد،ولكن استخدامها المفرط أو غير المنظم قد يؤدي إلى تشتت الانتباه وضعف الأداء الدراسي. إن استخدام هذه الأجهزة بشكل معتدل وواعي يمكن أن يقلل من تأثيرها السلبي على الأداء الأكاديمي،من خلال تحديد الأوقات المناسبة لاستخدام الهواتف وتبني استراتيجيات فعالة للدراسة،يمكن للشباب الاستفادة القصوى من التكنولوجيا دون التأثير سلبًا على تحصيلهم العلمي.