أخبار دوليةفيديوهات

شرم الشيخ: سلام يقترب… ومانع وحيد في طهران

في مشهد رمزي لمرحلة جديدة من التحوّلات في الشرق الأوسط، صافح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على هامش قمة شرم الشيخ، في لقاء قصير لكنه محمّل بالرسائل السياسية.

وتأتي هذه المصافحة بعد أن كانت واشنطن، قبل أشهر فقط، قد رفضت منح عباس تأشيرة دخول للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، استجابةً لضغوط إسرائيلية. لكن التطورات الأخيرة ونجاح المرحلة الأولى من خطة السلام الأميركية غيّرا المعادلة السياسية، وأعادا فتح قنوات التواصل بين الطرفين.

يرى المراقبون أن هذا اللقاء العابر يعبّر عن عودة القضية الفلسطينية إلى مسارها الواقعي والسياسي، بعيداً عن الشعارات الفارغة والتدخلات الخارجية، خصوصاً تلك التي يمارسها نظام الملالي في طهران منذ عقود تحت ستار “المقاومة”.

محمود عباس، الذي يمثّل تيار “فتح” المناهض لهيمنة حماس وتدخلات إيران، كان منذ سنوات يحذّر من أن النظام الإيراني هو السبب الأول في مآسي الشعب الفلسطيني، عبر تسليح الفصائل المتطرفة ودفعها إلى حروب مدمّرة تخدم مصالح طهران وليس الشعب الفلسطيني.

ومع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بوساطة أميركية ـ عربية، يظهر بوضوح أن العائق الحقيقي أمام سلام دائم في المنطقة لم يعد النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، بل النظام الحاكم في إيران، الذي يعيش حالة إحباط بعد خسارة أوراقه في غزة ولبنان واليمن.

لقد آن الأوان، كما يؤكد العديد من المراقبين، لإزاحة العقبة الوحيدة أمام السلام والاستقرار في الشرق الأوسط: نظام الملالي بقيادة خامنئي. فاستمرار هذا النظام يعني استمرار الحروب بالوكالة، وتوسّع دوائر الإرهاب، وتكرار المآسي الإنسانية.

277635153413820251013070720720

إنّ دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، التي تناضل منذ عقود من أجل إسقاط هذا النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية، هو الطريق الواقعي الوحيد لإنهاء دوامة الدم والحروب، وتحقيق سلام حقيقي في المنطقة.

السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإسقاط رأس الأفعى في طهران، ودعم إرادة الشعب الإيراني في التغيير.

بقلم : نظام مير محمدي / كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى