صرخة وطن في وجه الظلم

قضية د. بان زياد:
في بلدٍ طالما عانى من الألم والظلم، تأتي وفاة د. بان زياد لتكسر الصمت، وتصرخ في وجدان كل عراقي حر: إلى متى ستبقى الحقيقة مكبوتة، والعدالة حبيسة الخوف؟
بان زياد لم تكن مجرد طبيبة نفسية، بل كانت شعلة أمل تنير دروبًا مظلمة، ويدًا حانية تحمل من الحب والمعرفة ما يخفف عن قلوب الجرحى والمتعبين. كانت مثالًا للتفاني والإخلاص، صوتًا للوعي، ومنارة للخير.
لكن في الرابع من أغسطس 2025، انتهت حياتها في ظروف غامضة، أثارت الرعب والحزن معًا. آثار العنف على جسدها، غياب الكاميرات، كل شيء يشير إلى أن رحيلها لم يكن حادثًا عابرًا، بل صراعًا بين الحقيقة والخوف، بين العدالة والظلم.
قضيتها اليوم ليست مجرد خبر مؤلم، إنها صرخة وطن، صرخة لكل مواطن يبحث عن الأمان، عن العدالة، عن كرامته. هي دعوة لكل عراقي غيور أن يقف ويطالب بالتحقيق الشفاف، أن يرفض السكوت أمام كل من يحاول إسكات الحقيقة، أن يقول بصوت واحد: كفى للظلم، كفى للقتل بصمت، كفى لتغييب الحق!
ولن يكون نصر بان زياد مجرد تحقيق قضائي، بل كل موقف شجاع، كل مطلب للعدالة، كل دمعة تذرف على فقدانها، هي نصرة لها، هي انتصار للحقيقة، هي وعد بأن الوطن لن ينسى من أعطى حياته من أجل الآخرين.

بان زياد رحلت جسدًا، لكن روحها حاضرة في كل صرخة تبحث عن عدالة، في كل قلب يتألم على ظلمٍ لا يطاق. لن ندع دمها يذهب هباءً، ولن نغلق أعيننا أمام الحقيقة. قفوا جميعًا، اطلبوا العدالة، احموا أرواح وطنكم، لأن كل دم يسقط في صمت، هو جرح في قلب هذا الوطن، وكل صوت ينادي بالحق هو شعلة تبقى مضيئة، حتى تُسترد كرامتنا جميعًا.
د.علياء آل هذال/مركز العلا للتدريب والتنمية

