آراء وتحليلات حقوقيةأخبار دولية

كم تدفع أمٌّ من ثمنٍ لحرّية وطنها؟» الكونغرس يستحضر سيرة عزيزة رضائي

من الشاه إلى الخميني وخامنئي حكاية عزيزة رضائي في الكونغرس
ألقى أحدُ أعضاء مجلس النواب الأميركي كلمةً داخل قاعة المجلس واضعًا إلى جانبه صورة عزيزة رضائي، والدة الشهيد مهدي رضائي وثمانية شهداء آخرين، في لفتةٍ رمزيةٍ لتسليط الضوء على معاناة الأمهات الإيرانيات في مواجهة الاستبداد.

وخلال مداخلته، قدّم النائب عزيزة بوصفها «أمّ المقاومة»، مشيرًا إلى أنّ اسمها في اللغة الفارسية يعني «المحبوبة» أو «العزيزة على القلوب». واستعرض جانبًا من سيرة هذه السيدة التي فقدت تسعةً من أبنائها في النضال ضد الدكتاتورية، وتعرّضت هي نفسها للاعتقال والتعذيب من دون أن تتراجع أو تنكسر إرادتها.

وأوضح النائب أنّ فصول هذه المعاناة بدأت في عهد محمد رضا شاه، حيث توالت حملات الاعتقال والقمع، ثم «تواصلت الحلقة» بعد قيام نظام الخميني الذي أعاد إنتاج أساليب الاعتقال والتعذيب بحق أفراد الأسرة نفسها. وقال مخاطبًا زملاءه: «كم يمكن لأمّ أن تدفع من ثمنٍ في سبيل حرية بلدها؟» في إشارة إلى الأعباء الإنسانية الثقيلة التي تتحمّلها عائلات السجناء والضحايا.

لقطة الشاشة 2025 11 25

ورأى المتحدث أنّ قصة عزيزة ليست حدثًا فرديًا، بل مرآة لجيلٍ كامل من الإيرانيين الذين ذاقوا السجن والنفي وفقدان الأعزّة، مؤكّدًا أنّ تكريم هذه التضحيات واجبٌ أخلاقي على المجتمع الدولي وصنّاع القرار. كما دعا إلى إبقاء ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران حاضرًا على أجندة المؤسسات التشريعية والهيئات الحقوقية، وإلى دعم المطالب السلمية للشعب الإيراني في الحرية والكرامة وسيادة القانون.

يُذكر أنّ مهدي رضائي يعدّ من أبرز رموز الحركة الطلابية المعارضة في سبعينيات القرن الماضي، وقد تحوّلت قصته وقصص إخوته إلى رمزٍ للتضحية العائلية في الذاكرة الإيرانية المعاصرة. ويؤكد ناشطون أنّ استحضار صورة «أمّ الشهداء» تحت قبّة الكونغرس يحمل رسالةً سياسية وإنسانية مزدوجة: التعريف بمعاناة الضحايا، والتشديد على أنّ الأمّهات الإيرانيات كنّ وما زلن يتحمّلن العبء الأكبر في معركة الحرية.

بهذه الكلمات والصورة المرافقة، أراد عضو الكونغرس أن يذكّر بأنّ وراء الأرقام وجوهًا وأسماءً وحكايات، وأنّ درب الحرية كلفته باهظة، لكنّه الطريق الذي اختارته أجيالٌ من الإيرانيين، وبينهم عزيزة رضائي التي أصبحت رمزًا يُستشهد به تحت قبة أعرق البرلمانات.

بقلم الأستاذ: مهدی عقبائی عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى