من صوت إلكتروني إلى مؤسسة إعلامية عالمية… هيومان جورنال تنطلق برسالة إنسانية لا تعرف حدوداً.

نحن نخرج من وسط الرماد، في وقت يسود فيه الصمت. لا نحمل سلاحاً، ولا نرفع أعلامًا، بل نحمل الحقيقة ونمشي بها، أحياناً حفاة، لكننا لا نتوقف. في زمن تُباع فيه الكلمات وتُكتب فيه القصص المزيفة، اخترنا أن نكتب فقط ما يخيف الطغاة: الواقع.
هيومان جورنال لم تكن مجرد مؤسسة، بل كانت نتيجة شعور عميق. بدأت كمجلة شهرية نكتبها بشغف ونرسلها إلى قلوب تؤمن معنا بأن العدالة لا تموت. كبرت المجلة، وسببت اليوم لنفسها مكانة كمنظمة إعلامية مستقلة، تتبع الهيئة الأوروبية الدولية للتنمية وحقوق الإنسان، وتحمل رسالتها وتتجاوز الحدود.
من الشرق الأوسط إلى إفريقيا، ومن آسيا إلى أوروبا، وحتى قلب أميركا اللاتينية… نحن موجودون. لا نتبع الأحداث فقط، بل نكون جزءاً منها، نحفر في معناها، نقف مع الضحايا، ونكتب لكي تبقى أرواحهم حية في الذاكرة.
لسنا محايدين عندما يكون الظلم واضحاً. نحن نقف مع… الطفل الذي يختفي، والمرأة التي تعاني في سجون الظلم، والمريض في غزة، والناجي الذي بات يشك في الكاميرا. نحن لا نوثق فقط، بل نرافق. نسأل عن المفقودين بأسمائهم، نفتح الملفات المغلقة، ونكشف القصص المؤثرة وسط الظلام.
لا نبيع أخباراً، بل نُحدث تاثيراً. لا نجمّل المعاناة، بل نعرضها كما هي، بكل قسوتها، وأملها، وآلامها. نجري حوارات، نتتبع الأحداث، نرصد وننتج تقارير وتحقيقات ليس لإبهار القارئ، بل لإيقاظه.
في زمن الإفلات من العقاب، نكتب لنذكر أن الجرائم لا تُنسى، وأن الذاكرة تتجاوز الرصاص. في زمن الخذلان، نكتب لأن الحقيقة لا تخون.

هيومان جورنال اليوم ليست فقط وسيلة إعلامية، بل هي شبكة من الصحفيين والحقوقيين والمصورين، من الأصوات التي اختارت ألا تصمت. نحن نرافق كل قضية، نرفع كل صوت، ونضع الحقيقة في مركز الاهتمام العام.
لن نتلاعب بالألفاظ. لن نتنازل. لأن الضحايا ليس لديهم وقت ليضيعوه، ولأن إنسانيتنا لا تحتمل التنازل.
من غزة التي تعاني تحت الأنقاض، إلى صنعاء التي تبحث عن حريتها، ومن مضايا التي جاعت، إلى أصوات النساء في طهران… نحن هنا. لا نبحث عن الشهرة، بل عن الحقيقة.
نحن هيومان جورنال… صوتٌ لا يُقهر.
بقلم أحمد الأحمد رئيس الهيئة الأوروبية الدولية للتنميو وحقوق الإنسان