أخبار دوليةدعم ومناصرة

مؤتمر إيران الحرة 2025… شهادة على معاناة الإنسان الإيراني ورؤية واقعية لانتقال ديمقراطي

واشنطن – في لحظة تتراكم فيها الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية داخل إيران، جاء مؤتمر «إيران الحرة 2025» ليُعيد تعريف النقاش حول مستقبل البلاد، بعيداً عن لغة الجغرافيا السياسية وبراغماتية المصالح الدولية، ومسلّطاً الضوء على جوهر القضية: الإنسان الإيراني وحقه في الحرية والكرامة والمساواة.

هذا المؤتمر، الذي gathered أكثر من ألف مشارك من ناشطين حقوقيين، أكاديميين، خبراء، ضحايا تعذيب، ولاجئين سياسيين، شكّل مساحة فريدة تُسمَع فيها الأصوات التي غالباً ما تطمسها البيانات الرسمية. فخلافاً للمنتديات السياسية التقليدية، اتخذ الطابع الإنساني مركزَ ثقلٍ في جميع جلساته.

Photo 2025 11 17 00 52
  1. مريم رجوي: رؤية سياسية تنطلق من الألم الإنساني

في كلمتها المحورية، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، أن القضية ليست صراعاً على السلطة، بل صراع من أجل الإنسان. قالت مؤكدة:

«إننا نقاوم من أجل أن يمتلك كل إنسان في إيران حقه الطبيعي في الحياة والحرية، لا من أجل الوصول إلى السلطة».

وطرحت رجوي ملامح رؤية سياسية لإيران المستقبل تقوم على:

فصل الدين عن الدولة

المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة

إنهاء كل أشكال التمييز ضد القوميات

إلغاء عقوبة الإعدام بشكل نهائي

واختتمت رسالتها بجملة لافتة:

«إيران الغد دولة بلا تعذيب، بلا إعدامات، بلا حرس ثوري… دولة يحكمها قانون عادل لا مزاج الحاكم».

  1. شهادات من قلب القمع: توثيق أربعين عاماً من الانتهاكات

أ. سجناء سابقون يروون ما لا يراه العالم

قدّمت جلسة «قلب إيران في حالة تمرّد» شهادات من سجناء سابقين، أبرزها شهادة شيرين نريمان التي تحدّثت عن سنوات من الاعتقال والتعذيب. قالت:

«ما يجري في السجون الإيرانية ليس سياسة، بل هندسة منهجية لإخضاع الإنسان».

ب. المرأة الإيرانية… من ضحية قوانين القمع إلى قائدة التغيير

في جلسة «المرأة الإيرانية وإرث المقاومة»، تناولت خبيرات وحقوقيات بنية التمييز الممنهج ضد المرأة، بدءاً من قوانين الأسرة، مروراً بعدم المساواة في الشهادة والإرث، ووصولاً إلى تجريم عدم ارتداء الحجاب.

قالت المحامية حنان أمانبور:

«التمييز ضد المرأة في إيران بنية قانونية، لا ظاهرة اجتماعية».

وأكدت المتحدثات أن النساء شكّلن العمود الفقري لانتفاضات 2017 و2019 و2022، وأن القيادة النسائية داخل المقاومة الإيرانية أعادت تعريف النضال السياسي في المنطقة.

ج. الشباب: جيل خرج من رحم الخوف ليُنهيه

جلسة «قوة الشباب» قدّمت رؤية عن جيل يعيش بين الإعدامات والبطالة والتضييق الأمني. قال أحد المشاركين:

«في إيران، مجرد أن تكون شاباً يعني أنك متهم محتمل».

وأشار الخبراء إلى أن «وحدات المقاومة» التي تضم آلاف الشبان باتت تمثل شكلاً متطوراً من العصيان المدني المنظم.

  1. نحو انتقال ديمقراطي آمن: رؤية واقعية لما بعد النظام

ركز المحور الخامس على سؤال يراود كثيرين:
هل يمكن انتقال إيران إلى نظام ديمقراطي بلا فوضى؟

الخبراء قدموا تصوراً مفصلاً لمسار آمن يشمل:

حلّ الحرس الثوري وأجهزته القمعية

تأسيس قضاء مستقل

إلغاء المحاكم الثورية

إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين

تشكيل حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر تشرف على صياغة دستور ديمقراطي

ورفض الخبراء فكرة «الحرب الأهلية» باعتبارها خطاباً تخويفياً يروّج له النظام، مؤكدين أن المجتمع الإيراني موحّد في مطالبه الأساسية: الحرية، العدالة، وعدم العودة إلى الدكتاتورية.

Photo 2025 11 17 00 52
  1. مداخلات دولية رفيعة: إعادة حقوق الإنسان إلى صلب الملف الإيراني

ضمّت الجلسات الدولية شخصيات بارزة، منها:

مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي الأسبق

جون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني السابق

باتريك كينيدي، عضو الكونغرس الأميركي السابق

كارلا ساندز، السفيرة الأميركية السابقة

بومبيو: الشعب يستحق حياة أفضل

«النظام الإيراني ضعيف، معزول، بلا شرعية… والأهم أن الشعب الإيراني يستحق حياة أفضل».

بيركو: العدالة أساس أي إصلاح

«الشعب الإيراني لا يطلب معجزة… فقط يطلب العدالة».

ساندز: الثورة التي تقودها النساء

الصحفي عادل قطف, [16/11/2025 06:52 م]

«ما يحدث في إيران هو الثورة الوحيدة في المنطقة التي تقودها النساء، وهي فرصة تاريخية لبناء دولة تحترم الكرامة الإنسانية».

  1. خلاصة خبيرية: مؤتمر حقوقي بامتياز

يمكن النظر إلى مؤتمر «إيران الحرة 2025» على أنه حدث حقوقي بالدرجة الأولى، لأنه:

قدّم وثائق وشهادات جديدة عن التعذيب

كشف بنى القمع وأدواته

عرض رؤية دستورية شاملة لإيران ديمقراطية

حصل على دعم دولي صريح لمرحلة انتقال تحترم حقوق الإنسان والمعايير الدولية

في عالم يغلب فيه ضجيج السياسة على صوت الضحية، جاء هذا المؤتمر ليعيد التأكيد على حقيقة جوهرية:

قصة إيران ليست قصة نظام… بل قصة شعب يطالب بحقه في الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى